منتديات شباب فله
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


افضل منتدى يربي القيم الاسلاميه
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 حارت التكارنه

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
الفارس
فلاوي متحمس
فلاوي متحمس
الفارس


ذكر عدد الرسائل : 64
العمر : 30
الموقع : مكة
العمل/الترفيه : طالب
المزاج : عبيط
نقاط : 132
شهرتك في المنتدى : 0
تاريخ التسجيل : 28/03/2009

حارت التكارنه Empty
مُساهمةموضوع: حارت التكارنه   حارت التكارنه I_icon_minitimeالسبت أبريل 25, 2009 5:07 am

بسم الله الرحمن الرحيم


مع بداية التطور الكبير الذي صاحب اكتشاف البترول، اختلفت التركيبة الديموغرافية للمدن في المملكة العربية السعودية بشك كبير لدرجة اندثاربعض معالمها التاريخية. شمل هذا التغير التنوع السكاني و المكاني على حد السواء. لكن التغيرات كانت جذرية في أشكال وتوزيع الحارات ومزيجها السكاني.
منذ قرون طويلة، ولأسباب قاهرة فرضتها الحالة الاقتصادية والأمنية، كانت المدن في الحجاز مقسمة لحارات متجاورة يطغى على كل منها فئة معينة من السكان. ورغم انه لم يكن هناك قانون أو نظام رسمي يحدد من يسكن أين ومتى كان هناك شبه فرز اختياري لاماكن إقامة الناس حسب الروابط العرقية وصلة القرابة.
وكفئة محددة المعالم، كان للتكروريين أماكن إقامتهم المعروفة في الحارات التاريخية في مدن الحجاز خاصة في مكة المكرمة والمدينة المنورة. كان من الضروري لأي فئة مثل التكروريون وغيرهم ان تتمحور حول بعضها في كتل سكانية مميزة في تركيبتها لكنها متجانسة ومترابطة مع جاراتها في إطار المجتمع المسلم الكبير داخل تلك المدن. الظروف الأمنية والاقتصادية الصعبة في العصور الماضية كانت الدافع الأول في تشكيل التركيبة السكانية للحارات الحجازية بما فيها حارات التكروريين. بصفة عامة، كان التكروريون مقسمين لقسمين. قسم يقيم قريبا من أماكن العبادة في حارات ملاصقة للحرم المكي أو الحرم المدني. وقسم اختار الإقامة في بعيدا (بمقاييس ما قبل السيارات والتوسع العمراني) في تجمعات تسمح لهم بالعيش بأسلوبهم المتميز.
القسم الأول أقام في الأربطة التي كانت وجودها شائعا في منطقة الحرمين وكانت مخصصة للمجاورين والمهاجرين من كافة أنحاء العالم الإسلامي. وجود تلك الأربطة التي كانت توفر إقامة مجانية مدى الحياة لسكانها، مكن الكثير من التكروريين، خاصة كبار السن منهم ممن ليس معهم أطفال كثير من العيش في قلب المجتمع الحجازي وداخل حارات مختلطة التركيبة السكانية عاش فيها التركي والمصري الصعيدي والجاوي واليمني الحضرمي و الألباني والشامي والبخاري وغيرهم جنبا الي جنب في تجانس تام ولقرون طويلة.
فئة معروفة من بعض اسر التكرونيين في هذا القسم عاشوا داخل المدن لكن في بيوت فخمة بمقاييس تلك الأيام حيث كانوا من المهاجرين الميسورين ممن هاجروا بأموالهم وكنوزهم المجلوبة من أرضهم الأصلية الغنية بالذهب في غرب أفريقيا. ايضا، وعبر الزمان والعمل الشاق لأجيال منهم تحسنت أوضاع بعض فقراء التكروريين ممن أقاموا في الأربطة وانتقل بعضهم للإقامة في بيوت خاصة بهم أحيانا في نفس الحارات رغبة في البقاء قرب الحرم.
القسم الثاني هم التكرونيين الذين اختاروا العيش بعيدا نوعما في حارات انشؤها بأنفسهم فيما عرف بينهم "بالسبنقري" أو البلدة الجديدة. من اختاروا الحياة في تلك الحارات الخاصة، كانت لهم أسبابهم الخاصة. كان السبب الغالب هو الدافع الأمني. ففي تلك الحارات كان التكروريون أغلبية في تكتلات تمنع نفسها من غدر اللصوص وقطاع الطرق الذين كانوا يتربصون بالضعفاء من الناس. معظم حارات التكروريين تلك أقيمت في مناطق على حدود المدينتين المقدستين في أراضي غير مملوكة أو ارضي الأوقاف التي كان الحاكم يؤجرها لهم بنظام الحكر وهو نظام يسمح للمسلم باستغلال ارضي الوقف غير الزراعية أو ما كان مزروعا منها ثم غارت مياهها مقابل أجرة رمزية لا تتجاوز دراهم معدودة بعملة تلك الأزمنة. وعلى العموم لم يكن يحرص التكروريين على امتلاك الأراضي الشاسعة لاعتقاد قدمائهم خاصة العلماء منهم بان معظم أراضي الحرمين هي في الأصل أوقاف معروفة أو مسلوبة بالتحايل وشهود الزور.
كان التكروريون يبنون تلك البيوت الجميلة بأنفسهم حيث كانوا بنائين مهرة. فمثلا إذا ما عزم الشاب منهم على الزواج كان عليه توفير المسكن المناسب لعروسه حسب إمكاناته المادية. فقط كان عليه شراء الأخشاب والجذوع اللازمة للسقوف، أما بقية مواد البناء فكانت متوفرة في البيئة. كذلك لم يكن الحصول على الأرض مشكلة إذ كان الرجل يحصل على الأرض بنظام الحكر المذكور سابقا. في الغالب كانت علمية بناء البيت جهدا مشترك يساهم فيه الشباب زملاء العريس وأقرانه وبعض المعلمين الخبراء في الصنعة. كان الشباب يجتمعون في يوم محدد تاركين كل التزاماتهم الأخرى بما فيها كسب الرزق ويشتركون في علمية البناء كلا حسب مهاراته وخبراته. بهذه الطريقة التعاونية الفريدة، كان البيت يبنى خلال أيام معدودة ومن دون تكلفة تذكر على أي إنسان.
تميزت حارات التكروريين بالبساطة في البناء وتلاصق المباني مع وجود ممرات وأزقة ضيقة وهو نفس الطراز الذي ساد في كل التجمعات الإسلامية في مناطق كثيرة من قرطبة إلى كابل. مادة البناء الرئيسية كانت اللبِنَات المصنوعة من الطين النيئ المجفف تحت أشعة الشمس. بنى التكروريون بيوتا جميلة رغم بساطتها. ففي الغالب كان البيت عبارة عن ثلاث أو أربع غرف مسقوفة بجذوع النخيل أو الأثل في تناسق رائع جعل من السقف يبدو من الداخل كلوحة تنطق بجمال طبيعي. وكان لكل بيت فناء يفرش غالبا بالحصباء الحمراء وتزرع فيه شجرة السدر أو "الأدْوَه " وهي شجرة يعتقد إن موطنها الأصلي إفريقيا تنبت ثمرة تأكل تشبه التمر. البئر التي تزود الحي بالماء كانت تحفر في وسط "السابونقري" خاصة في حارات التكروريين المدنيين. إما المسجد، وبحسب رأي من عاصر تلك الحارات، كان يشبه في بناءة المساجد النجدية إلى حد كبير خاصة في مادة بناءه وشكل منارته الطينية.
رغم فقر بعضهم، كانت بيوت التكروريين نظيفة منسقة من الداخل. فكانت الغرف مفروشة بالخصف ليكون حائلا بين تراب الغرفة والفراش الذي كان من المنسوجات القطنية الملونة بخطوط عريضة متوازية أو ما يعرف (بالحمبل). كما كان لكل بيت زاوية للطبخ وحمام. وقد يتساءل القارئ لماذا يذكر وجود الحمام و المطبخ. والحقيقة إن وجود تلك المرافق في أي بيت خارج منطقة الحرمين كان يعد من ضروب الرفاهية في تلك الفترة قبل توحيد المملكة على يد الملك عبد العزيز. في تلك الأيام، لم يكن في معظم البيوت خارج منطقة الحرمين حمامات أو زاوية للطبخ. كان وجود الحمام في البيت يعتبر عيبا عند البعض وكان بعض الناس رجالا ونساء يقضون حاجتهم في العراء.
كانت حارة التكروريين تبدو للقادم من بعيد كالرمانة تعلوها مئذنة المسجد في الوسط، حتى إذا ما اقترب من الحي بدت تفاصيل البيوت واضحة المعالم. كان البيت منها يبدو كمجموعة من السطوح والمستقيمات المتوازية وكانت حوافها العلوية مطلية بخط مستقيم من الجص الأبيض أو( النورة). بل كان بعض الموسرين يطلون كل محيط البيت من الداخل والخارج بالنورة مما يعطي البيت منظراً رائعاً من الخارج وانشراحاً وبهجةً من الداخل. رغم فقر محتويات تلك البيوت فقد وفرت للتكروريين مستوى ونوعية معيشة مرتفع إذا ما قورن بمستوى المعيشة العام للناس في تلك الأزمنة.
واليوم وبعد التوسع الكبير الذي طرأ على كافة المدن السعودية بما فيها المدينتين المقدستين، باتت كل حارات التكروريين في قلب النطاق العمراني أو ما يسمى بحزام العقار الذهبي حول الحرمين. بعض تلك الحارات أزيلت في إطار مشاريع توسعة الحرمين و أصبحت مواقعها ضمن بناء الحرم وساحاته. وبعض الحارات ما زال قائما مع اختلاف شكل ومادة بناء الموجودة مقارنة بالعصور الماضية. لا يزال بعض التكروريين يعيشون في نفس الحارات رغم تحول مساكنهم من بيوت طينية إلى عمارات مسلحة على نفس الأراضي التي ورثوها من أسلافهم. كما أن قسما من التكروريين هجر الحارات القديمة وسكن في المخططات الجديدة أما بسبب مشاريع توسعة الحرمين أو لرغبتهم في التوسع خاصة وان بعضهم حصل على تعويضات مجزية بعد نزع ملكيات أراضيهم القريبة من الحرمين.
بعض حارات التكروريين لها شهرة واسعة خاصة بين أهل الحجاز. فمن أشهر حارات التكروريين في الطائف منطقة وادي النمل، وفي مكة المكرمة محلة جرول و الهنداوية. أما أقدم حارات التكروريين في مكة فهي المسفلة و التنضباوي و شارع المنصور وهي منطقة ذات سكان من أجناس مختلفة ومعروفة في كتب التاريخ القديمة.

أما في المدينة المنورة فأشهر حارات التكروريين كانت حارة باب المجيدي التي أزيلت ودخلت ضمن مشروع توسعة الحرم وتطوير المنطقة المركزية. كما سكن الكثير من التكروريين في حارات مختلطة الأعراق من عامة أنحاء بلاد المسلمين. من تلك الحارات حارة دروان وحارة الأغوات و المناخة وكلها قد أزيلت في مشاريع التوسعة. إلا أن غالبية التكروريين في المدينة سكنوا حارات لهم في أغلبية مثل حارة الإجابة وحارة باب التمار اللتين كانتا قائمتان قريبا جدا من مسجد النبي عليه الصلاة والسلام وبدء الشروع في إزالتهما في الوقت الحاضر ودخولهما في توسعة المنطقة المركزية للمسجد النبوي.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
رامي الرامي
%المـــــ العام ـــــراقب%
%المـــــ العام ـــــراقب%
رامي الرامي


ذكر عدد الرسائل : 475
العمر : 32
العمل/الترفيه : تلميذ
المزاج : طفشان
نقاط : 1139
شهرتك في المنتدى : 0
تاريخ التسجيل : 15/03/2009

حارت التكارنه Empty
مُساهمةموضوع: رد: حارت التكارنه   حارت التكارنه I_icon_minitimeالخميس أبريل 30, 2009 6:14 pm

م ش ك و ر ا خ و ي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
لهف الخاطر
فلاوي نشيط
فلاوي نشيط



ذكر عدد الرسائل : 57
العمر : 32
العمل/الترفيه : طالب
المزاج : مشوش
نقاط : 59
شهرتك في المنتدى : 0
تاريخ التسجيل : 15/03/2009

حارت التكارنه Empty
مُساهمةموضوع: رد: حارت التكارنه   حارت التكارنه I_icon_minitimeالخميس أبريل 30, 2009 7:04 pm

اشكر يامن تعز الهوء
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
حارت التكارنه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات شباب فله :: امنتديات الاصدقاء :: قسم الاخبار والاحداث-
انتقل الى: