بسم الله الرحمن الرحيم
هى منطقة للحفريات فى الشمال الغربى لمحمية وادى الريان يرجع عمرها إلى حوالى 40 مليون عام وهذه الحفريات لهياكل متحجرة لحيتان بدائية وأسنان سمك القرش وأصداف وغيرها من الحيوانات البحرية التى تعتبر متحفاً مفتوحاً كما يوجد نبات الشورة متحجر داخل صخور لينة .
ترجع أهمية وادى الحيتان لانه بيئة طبيعية للحيوانات المهددة بالإنقراض مثل الغزال الأبيض والغزال المصرى وثعلب الفنك وثعلب الرمل والذئب والطيور المهاجرة النادرة مثل صقر شاهين وصقر الغزال والصقر الحر والعقاب النسارى وأنوا ع أخرى من الطيور المهاجرة مثل أنوا ع البط والسمان والتفلق وأنوا ع البلشون والعنز وغيرها . ومن النباتات البرية مثل: الأتل - الرطريط الأبيض - العاقول - السمار - الغاب - البوص - الغردق - الحلفا وغيرها.
وكانت منظمة الأمم المتحدة للثقافة والعلوم (اليونسكو) في اجتماع لجنة التراث العالمي الذي استضافته مدينة دربن بجنوب إفريقيا في يوليو عام 2005 قد سجلت منطقة وادى الحيتان فى قائمة المحميات الطبيعية كأول موقع طبيعى مصرى كأول وسادس موقع عربي يتم تسجيله فى قائمة اليونسكو كتراث طبيعى عالمى بإعتبارها تضم حفريات لنوع منقرض من الحيتان في الصحراء الغربية بمصر، الأمر الذى ساعد العلماء على معرفة مراحل تطور حياة هذا الكائن الثديي الذي تحول على مر السنيين من كائن بري إلى كائن بحري.
وأثبتت الحفريات التى أجريت على ان الحيتان كانت في المرحلة الاخيرة من التطور أي قبل ان تتبدل اطرافها لتتمكن من العيش في المحيطات. وقالت اليونسكو ان المنظقة تحتوى على اعداد الحفريات كبيرة من الحيتان كما أنها فريدة فى درجة جودتها تجعلها فريدة من نوعها.
و تتميز منطقة وادى الحيتان بنظام بيئى فريد من حيث وجود الأراضى الرطبة والتراكيب الجيولوجية والعيون المائية والحفريات النادرة كما تتواجد مجموعة كبيرة من هياكل الحيتان يصل عددها الى 406 هياكل منها 205 هياكل عظمية كاملة ترجع الى 40 مليون عام بالإضافة إلي وجود الكثير من الحيوانات والأسماك الأخري مثل : القروش والأسماك العظمية وعروس البحر والدرافيل وتعد هذه المنطقة من أجمل بقاع العالم لوجود التلال الرملية الصغيرة والنتوءات الصخرية من الحجر الرملى ذات الأشكال المتنوعة التى أعطت للمنطقة هذه الأهمية العالمية .
ويمثل وادى الحيتان متحفاً جيوليوجياً مفتوحاً فريداً من نوعه ويمثل "جبل جهنم" جيوليوجية منطقة وادى الحيتان وتمثل هذه المنطقة قاع البحر القديم الذى كان يذخر بثروات طبيعية فى تلك الحقبة ,كما يوجد بها احدى المناطق اليابسة التى ظهرت فوق سطح الماء ونقطة مصب أحد أفرع النيل القديم ,اضافة الى وجود العديد من غابات المانجروف .
و
التفسيرات التى وضعت لوجود تلك الكائنات بهذا الوادى الصحراوى تنوعت ما بين آراء علمية لجيولوجيين وأخرى طريفة استندت إلى المغروسات الشعبية وبالطبع لا أساس علمى لها فعلماء الجيولوجيا أكدوا أن هذه المنطقة جزءا من البحر المتوسط قبل أن ينحسر عنها إلى حدوده الحالية وأنه كان هناك نهرا يصب فيها وأن رواسبه قد صنعت دلتا عاشت عليها الأفيال القديمة وبعض الفقاريات الأخرى عند شاطئ البحر المتوسط القديم والذى كان عند شمال الفيوم وذكروا أيضا أن البحر الأحمر لم يكن قد نشأ بعد وأكدوا أن جبل المقطم كان أحد ترسيبات البحر المتوسط القديم وأن القاهرة نفسها كانت تحت مياهه.
والجانب الآخر للتفسيرات طريف حيث أوضحت أن هذه الكائنات هى بقايا لمجتمعات وأقوام متجبرة سخطها الله وخسف بهم الأرض وترك سبحانه وتعالى هذه الشواهد لتدل عليهم ومؤكد أن سنة هذه التفسيرات هو الأساطير والخرافات الشعبية التى يتداولها البسطاء والعامة من الناس لدرجة أن هناك من يطلق على هذا الوادى (وادى المساخيط). وعموما وادى الحيتان أو جهنم أو المساخيط هو صندوق العجائب الذى ربما تكشف الأيام الكثير من كنوزه وخباياه.